الاسلام دين الله
مرحبا بك ايها الزائر الكريم فى منتدى الاسلام دين الله الذى يوجد به العديد من الاقسام والمواضيع الرائعة ويشرفنى ويسعدنى ان تسجل بالمنتدى وتكون عضوا نشط

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

الاسلام دين الله
مرحبا بك ايها الزائر الكريم فى منتدى الاسلام دين الله الذى يوجد به العديد من الاقسام والمواضيع الرائعة ويشرفنى ويسعدنى ان تسجل بالمنتدى وتكون عضوا نشط
الاسلام دين الله
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

عمر بن الخطاب يلهم الثورة الفرنسية (مشاهد من حياة الفاروق)

اذهب الى الأسفل

25082012

مُساهمة 

عمر بن الخطاب يلهم الثورة الفرنسية (مشاهد من حياة الفاروق) Empty عمر بن الخطاب يلهم الثورة الفرنسية (مشاهد من حياة الفاروق)




بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين وعلى أله الأطهار االأكرمين وعلى صحبه الأبرار الميامين من أعز الله بهم الدين وجعلهم نبراساً لكل المسلمين وكل من تبعهم بإحسان الى يوم الدين

وبعد أحبتي المكرمين :

لطالماراودتني مشاعرالإعجاب والمحبة والإجلال لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم واله وصحبه أجمعين من مهاجرين وأنصارممن لولا فضلهم وفتوحاتهم لم ينعم احدمنابرحمانيةهذاالدين وهديه القويم من تركواالغالي والنفيس في سبيل نصرة الحق ونبيه الأمين فعذبوا في الله وتركوا المال والعيال بل وغالي الأحمال وهاجروافي الله وتكبدوا المشاق والصعاب وذادوا عن الحياض حتى تمت كلمةالله صدقاٌ وعدلاً فنشروا الرسالة السمحة لدين الإسلام بتفتح الألباب لا على أسنة الحراب وبنشرالأمان والسلام لابالتدميروالخراب وبنور الحكمة وفصل الخطاب لا بتكسيرالحصون والأبواب وبنشرالعدل بين الناس فذلت دونهم الصعاب فكانوا بحق هداة مهديين بعد أن كانواعرباً جاهليين في مهاب الصحراء تائهين ليس لهم وازع من دين.

ولعل من أبرز أولئك العظماء الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه دعوة نبي الحق محمدصلى الله عليه وسلم من أعز الله به الإسلام فكان ثورة على الشرك والطغيان وهو من أوائل من أسلم فكان إسلامه كما وصفه عبد الله بن مسعود فتحاً وخلافته رحمة فجهر المسلمون بدينهم بعد طول إختفاء فأصبح المسلمون يصلون عند الكعبة الشريفة علناً بعد أن أقتصروا على ذلك في بيوتهم وهاجرمع من هاجر الى المدينة المنورةليدافع عن النبي صلى الله عليه وسلم وكان نعم الصاحب له المتعلم منه من نوابغ المسلمين لا يسبقه في الفضل الا الصديق أبو بكر رضوان الله عليه الذي كان نعم المعين له بعد رسول الله وفي خلافته كانت الفتوحات العظيمة والدروس الجليلة وكأن العدالة تجلت في إنسان.

>> لكل من يبحث عن الإمام العادل ذاك هو الفاروق .. <<

نعم أيها الأحبة ففي زمان قل فيه العدل وكثرت فيه المظالم بين العباد فلا نصرة للظالم بدفعه عن ظلمه ولا نصرة للمظلوم برد الظلم عنه !

زمن كثر فيه الهرج حتى أصبح المقتول لا يدري فيما قتل ولا القاتل فيم قتل!!

زمن بعدنا فيه عن قيم ديننا الحق وتناسينا فيه الصدق !!ّ!

إغترفيه الكثير منا بدنياهم فاشغلتهم عن أخرتهم .... مع أن الأخرة خير وأبقى !!! زمن

أحببت أن أستعيد وإياكم مشاهد مشرقة من سيرة الفاروق عمر رضي الله عنه لا تكاد تفارق الذاكرة وستبقى منارة خالدة الى أن يرث الله الأرض ومن عليها علنا نستلهم منها العبرونجني مافيها من الدررلخير كل البشر ونجد من خلالها المعبر لدار المستقرفليس أدل على عالمية شخصه و مبادئه من استنباط الغرب لأفكاره ووقوفهم بإجلال أمام ذكراه .

لنبدأ بمشاهد من حياته رضي الله عنه قبل الإسلام أولاً -

المشهد الأول :

في العام الثالث عشر بعد عام الفيل يولد عمر للخطاب ابن أنفيل (وقد كان فظاً غليظاً) ممن ينسبون لكعب بن لؤي من قريش وهنا يلتقي بقرابة النسب لرسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت من القبائل المسؤولة عن السفارة في الجاهلية من زوجه حنتمة بنت هاشم وابن أخوها عمرو بن هشام (أبو جهل) وابن عمتها الوليد بن المغيرة الا أنه لم يعمل بالسفارة بل كان يرعى الأغنام فشب الغلام وترعرع على ذلك في أطراف مكة وكأغلب القرشيين في جاهليتهم رغم شرفه ونسبه حيث كانوا يعبدون الأوثان ويشربون الخمور ويأدون البنات وتأخذهم حميةالجاهليةالأولى في ذلك الظلام المغرق جهلاًوعمية.

كان ابن الخطاب بائن الطول جهوري الصوت مفتول العضلات حسن الوجه ضخم الشارب أبيض مشرئب بحمرة مشيه كالراكب وقد كان شديداً مهاباً من أقرانه فكيف لا وقد أتقن المصارعة والفروسية والرمي إتقاناً مميزاً بينهم.

في إحدى ليالي الجاهلية يصنع الخطاب(ذلك القوي الشديد) ألهة من التمر فيتعبدها الى أن ينال منه الجوع فيأكلها ثم يندم على ذلك (وهل يأكل الرجل الهته)؟ ويعيد الكرة فيصنع غيرها وهكذا يعيد الكرة مراراً ؟

وبعد سنوات طوال بعد إسلامه يسأله فتىً من شباب المسلمين ياامير المؤمنين أكنت ممن يفعلون ذلك؟؟

هل كنت حقاً ممن يعبدون الأصنام ؟؟ ألم يكن عندكم عقولاً؟؟ فأجابه الفاروق رضي الله عنه بلى يا بني كانت عندنا عقولاً الا أننا كنا نفتقد للهداية !!!


المشهد الثالث :

يظهر الدين الجديد في مكة ببعثة أشرف الخلق محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم ويبدأ النبي صلى الله عليه وسلم دعوته للدين الجديد فتؤمن له زوجه خديجة بنت خويلد رضي الله عنها وأرضاها ومن الرجال أبو بكر الصديق رضي الله عنه ومن الغلمان علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ونفر من ضعفاء مكة إلا كبارالوجهاء في مكةأخذوايعرضون عنه بل يبدؤون بإيذاء اتباع هذاالدين ويقلد ابن الخطاب قومه في ذلك فهاهو يعذب جارية له أسلمت مااستطاع الى ذلك سبيلاً الى أن يمل فيدعها أخر النهارالا أنه رغم هذه الشدة والقسوة كانت تقبع رحمة خفية في أعماق ابن الخطاب ساعد على إظهارها ثبات أهل الحق على دينهم وإسلام عملاق جديد هو حمزة بن عبد المطلب فهاهي زوجة عامر بن ربيعة رضي الله عنهما تبرز هذا الجانب الخفي في شخصية الفاروق وهي تحكي مشاهد هجرتهم الأولى للحبشة حين تراها تقول لزوجها أرأيت ما كان من عمر حين رأني أعد العدة للهجرة؟..
لما كنا نرتحل مهاجرين إلى الحبشة أقبل عمر حتى وقف عليّ، وكنا نلقي من البلاء والأذى قبل إسلامه فقال لي: إنه الانطلاق يا أم عبد الله؟ قالت: نعم، والله لنخرجن في أرض الله، آذيتمونا وقهرتمونا حتى يجعل الله لنا فرجًا، فقال عمر: صحبكم الله، ورأيت منه رقة لم أرها قط

واذ بزوجها يجيب بلغة الواثق لما يعلمه عن قسوة عمر يائساً من هدايته متسائلاً : أطمعت في إسلامه؟؟

فقالت نعم !فيجيبها والله لا يسلم الذي رأيته حتى يسلم حمار الخطاب!!

ثانياً-اسلام عمرومشاهد من حياته بعدالإسلام بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم والتحول الكبير في شخصية عملاق الأسلام

المشهد الرابع :

أخذ الدين الجديد بالإنتشار في مكة وبدأت معه كبراء قريش بالإمعان في إيذاء المؤمنين خوفاَ على مصالحهم ظلماً وعلوا لاسيما وقد مضت أكثر من خمس سنين على بعثة النبي وكواحد من شباب القرشيين القساة لم يجد الخطاب بداَ من

تخليص قريش من تلك الثورة التي أحدثت خللاً في مفاهيمهم الجاهلية البالية فلربما ينال بذلك مجداَ وعلواً في قومه فيقضي على مسببها وهو في ريعان الشباب وقمة الطموح فعمره لم يتجاوزالسادسة والعشرين بعد .

في هذه الأثناء كان الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يجمع الناس على ضعفهم ومعاناتهم( مما يلقونه من كبراء القوم) في دار أبي الأرقم يعلمهم الكتاب والحكمة ويشرح لهم تعاليم دينهم الجديدوهو الذي ما انفك يدعوا الله جل وعلا (( اللهم أعز الإسلام بأحد العمرين)) وقد كان ابن الخطاب أحب العمرين اليه!

في هذه الأثناء ومع إهانة سيد الشهداء حمزة عم الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم لأبي جهل حزم ابن الخطاب أمره وقررالرد بأن يخلص قريشاً من رسول الله صلوات الله وسلامه عليه فكيف لا وهو الصنديد الشديد الذي تهابه الرجال وتخشى لقائه الشجعان فخرج متوشحاً سيفه باحثاً عن النبي صلى الله عليه وسلم ليقتله فلقيه ابن قبيلته نعيم بن عبد الله في الطريق وكان ممن أخفوا إسلامهم فرأى الشر يتطاير من نظراته فأوقفه سائلاً الى أين العزم يا عمر فأجاب بصراحته وحدته المعهودة أريد ذلك الصابيء الذي فرق أمر قريش وسفه ألهتها لأقتله! فوقع في قلب نعيم ما وقع من الهلع والخشية على رسول الله صلى الله عليه وسلم فدونما ابطاء قررحرف مقصد ابن الخطاب عن بغيته بأن كشف له سراً خطيراً الا وهو إسلام أخته فاطمة بنت الخطاب مع زوجها سعيد بن زيد ريثما يتاح له أن يحذر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له محذراً:

والله لقدغرتك نفسك من نفسك يا عمر، أترى بني عبد مناف تاركيك تمشي على الأرض وقد قتلت محمداً؟؟

أفلا ترجع الى أهل بيتك فتقيم أمرهم؟ وهنا يتوجه اهتمام عمر ابن الخطاب سائلاً وأي أهل بيتي؟

فيجيبه نعيم ابن عمك سعيد ابن زيد وأختك فاطمة فقد أسلما واتبعا محمداً وأصبحا على دينه !!

وهنا يجن جنون ابن الخطاب متحولاً بثورته عن النبي صلى الله عليه وسلم ويهرع مسرعاً الى بيت أخته

حيث كان هناك يجلس الخباب بن الأرت بتوجيه من رسول الله صلى الله عليه وسلم معلماً للزوجين المسلمين القرأن الكريم في هذه الأثناء يصل ابن الخطاب فيطرق الباب بعنف منادياً بحدة ليفتحوا فأسرع الخباب بالأختفاء فيفتح الباب ليدخل ذلك البركان الغاضب متسائلاً عما سمع فينكر الزوجان المؤمنان ذلك فيلقي بجسده الضخم على سعيد ليبطش به فتتدخل أخته دفاعاً عن زوجها فما يكون منه الا أن يلطمها بقوة على وجهها مما يتسبب في إدمائها فيقف سعيد متحدياً اذ لم يعد هناك ما يخفى نعم لقد أسلمنا وأمنا بالله ورسوله فاصنع ما بدا لك وفي تحد أخر تؤكد فاطمة بنت الخطاب الأمر قائلة نعم و رغم أنفك يا عمر وهنا يقزم ذلك المارد أمام صوت الحق ليشعر ربما للمرة الأولى بالضعف أمام إمرأة حتى ولو كانت أخته!

وهنا يصف عمر ابن الخطاب الموقف فيقول( لقد استحييت من رؤية الدماء في وجوههم)

فيطلب عمرابن الخطاب أن يقرؤوه ما معهم من كتب فيكون الرد صاعقاً من أخته انك نجس لأنك عل الشرك وهذا الكتاب لا يمسه إلا المطهرون !!

بلحظات يحدث التحول الكبير فقد أن لهذا المارد أن يروض؟ فيستجيب الخطاب وها هو يقوم ليغتسل شغفاً لقراءة الأيات الكريمات فتدفع اخته اليه الصحيفة فيقرأ :بسم الله الرحمن الرحيم فيقول وقد تفتحت شغاف القلب أسماء طيبة طاهرة!ثم يكمل قرائته ({طه *مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لِتَشْقَى *إِلاَّ تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى *تَنْزِيلاً مِمَّنْ خَلَقَ الأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلاَ *الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى *لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى * وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى *اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ لَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} [طه: 1- 8].

وهنا ينجلي ذلك الصدأ الراني عن قلبه المتحجر ليلين وتتفتح مكامن الخير في نفسه قائلاً ما أحسن هذا الكلام ماأجمله؟؟

لقد حصلت المعجزة فقد تحول عبد الحجارة والأصنام لتوحيد الواحد الديان وبدأت صناعة الأسطورة !! هنا يخرج خباب بن الأرت من مخبئه قائلاً والله اني لأرجو الله أن يكون قد اختصك بدعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم فإني قد سمعته يقول ((اللهم أيد الإسلام بأبي الحكم بن هشام أو بعمر بن الخطاب)) فالله الله ياعمر؟ فتعجب عمر سائلاً فأين رسول الله؟؟ فيجيب الخباب : إنه في دار الأرقم!

وهنا يقوم ابن الخطاب ليتوشح سيفه ثانية متوجهاً الى دار الأرقم لكن بقلب سعيد ومقصد جديد فقد استجاب الله دعوة رسوله صلى الله عليه واله وسلم صبح ابن الخطاب عزاً جديداً لدينه ليصبح سيفه درعاً يذود عن حياض الدين فيما بعد !

يصل ابن الخطاب دار الأرقم حيث كان فيه ما يناهز الأربعين صحابياً فيطرق الباب فيقف أحد الرجال من الصحابة ناظراً من طرف الباب ليعود فزعاً ويخبرهم بأنه عمر ابن الخطاب قد أتى متوشحاً سيفه.

هنا يبرز حمزة عم رسول الله صلى الله عليه واله وسلم متأهباً للتصدي له فيقول في ثبات الرجال إئذن له

فإن جاء يريد خيراً بذلناه له وإن جاء يريد شراً قتلناه بسيفه!! أي ثبات هذا ولم يمض على إسلام حمزة إلا أيام معدودات؟؟

هنا يتدخل رسول الله متيقنا من إستجابة الله لدعائه قائلاً إئذنوا له فيفتح الباب ليدخل الفاروق الى غرفة فيه لمقابلة الرسول الكريم والذي يأخذ بمجمع ردائه ويجذبه بشدة سأئلاًمالذي جاء بك يابن الخطاب؟ فو الله ما أرى أن تنتهي حتى ينزل الله بك قارعة؟فيجيب ابن الخطاب بترفق: جئتك يا رسول الله مؤمناً بالله وبرسوله وبما جاء من عند الله! فيفرح به رسول الله صلوات الله وسلامه عليه مكبراً الله أكبر الله أكبر

وهنا يعلم أهل الدار بإسلام الفاروف عمر فيدخلوا عليه مهنئين مباركين فقد تحول المارد من عدو للإسلام والمسلمين الى فارس مقدام يدافع عن حوزة الدين ويذود عن حياض المسلمين؟

وفي نفس المقام يتوجه عمر إلى رسول الله متسائلاً أولسنا على الحق فيجيبه النبي الكريم بلى والله إننا على الحق فيسأل عمر ثانية ففيم التخفي؟؟ يارسول الله

وهنا يلفت نظر الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه الى أن الدعوة سراً كان لها مسوغاتها خوفاً على الضعفاء من المسلمين أما الأن وقد أسلم أسد الإسلام حمزة والصنديد القوي عمر فقد أن الأوان للجهربالدعوة والتصريح بالعبادة فيوافق الرسول الكريم على ذلك لقد حزم أمره لا سرية بعد اليوم وستتم الدعوة الى الله جهراً كما ستقام الصلوات على الملأ جهاراً نهاراُ فيخرج المؤمنين من دار أبي الأرقم على صفين منتظمين

يرأس الأول أسد الإسلام حمزة ويترأس الأخر عمر بن الخطاب تحت أمرة رسول الله

وهنا يلقبه النبي بالفاروق فانت الفاروق يا عمر يفرق الله بك بين الحق و الباطل !!!

المشهد الخامس:

لقد أسلم الفاروق أخيراً ولكن إسلام صنديد مثله ليس كإسلام أي شخص أخر فهو القوي الشديد الذي تهابه الرجال فكيف وقد مال قلبه للحق ونصرة المستضعفين لا بد لهذا الخبرأن يشيع وهوفي شوق ولهفة عارمة لأن يعلم ألد أعداء الإسلام خبر إسلامه، نظر عمر بن الخطاب في المسجد الحرام فلم يجد أبا جهل، حينها قرر أن يذهب إليه في بيته ويخبره بنفسه عن أمر إسلامه.

يقول عمر: فأتيت حتى ضربت عليه بابه، فخرج إليّ وقال: مرحبًا وأهلاً يابن أختي، ما جاء بك؟!

وفي تحدٍّ واضح، قال عمر: جئتُ لأخبرك أني قد آمنت بالله وبرسوله محمد، وصدقت بما جاء به.

قال عمر: فضرب الباب في وجهي، وقال: قبحك الله وقبح ما جئت به.

فرح عمر فرحًا شديدًا؛ كونه اغاظ أبا جهل. لكن لا زال في نفسه بقية من تحد وهل هذ ا يكفي لا والله فإنه إسلام البطل عمر إبن الخطاب الذي أراد أن ينشره بين القوم بأسرهم لذا بحث عن أكثر الناس بمكة نميمة و نشراً للأخبار فوجده واسمه الجميل بن معمر فذهب إليه و هو رجل لا يكتم سرا فقال له يا جميل أأكتمك خبرا ولا تحدث به أحد قال نعم ...فقال إني أشهد أن لا إله إلآ الله وأن محمد رسول الله فانطلق الجميل يجرى و يردد صبءعمرصبء عمر وعمرخلفه يقول كذب بل أسلم عمر لا صبء عمر فاجتمع القوم عليه يضربوه و يضربهم من الفجر حتى الضحى حتى تعب عمر فأخذ واحداً منهم ووضعه على الأرض و وضع أصبعيه فى عينيه يقول له أفقأ عينيك إن لم تبعدهم عني فلما كان منه ذلك تركوه وشأنه وخلواعنه فقال لهم:افعلوا ما بدا لكم، فأحلف بالله أن لو كنا ثلاثمائة رجل، لقد تركناها لكم أو تركتموها لنا. وسبحان الله! كان هذا هو عدد المسلمين يوم بدر.

ولكن لا بد للخير أن يعم أهله أيضاً فيرجع الى بيته ويجمع أولاده و يقول إعلموا أني أشهد أن لا إله إلآ الله و أن محمد رسول الله وإنى أمركم أن تؤمنوا بالله وحده وبينماهو هكذا أجابه إبنه الأكبر عبد الله بن عمر وقال له يا أبت انا مسلم منذ دهرفاحمروجهه غضبا وقال وتترك أباك يدخل الناروالله لاوجعنك ضربا و هكذا تمضي الأيام على عمر و إبنه وكان كلما تذكرها نغزه نغزةعليها .

وكانت له ثلاث زوجات فى الجاهليه وعندما نزل قول الله عزوجل " ولا تمسكوا بعصم الكوافر" عرض على زوجاته الإسلام فرفضوا فطلق الثلاثة فى حينها وذلك لحرصه على تنفيذ أوامر الله

وهاهو عمر يصلي بالكعبة جهاراً نهاراً ويقلده المسلمون بعد أن بقوا لفترة ليست بالقصيرة يتخفون في صلاتهم حقاً لقد أعز الله بك الإسلام ياعمر

وهاهو ابن مسعود يشهد على ذلك إذ يقول مازلنا أذله حتى أسلم عمر وما كنا نستطيع أن نصلى عند الكعبه حتى أسلم عمر فلما أسلم نزل قول الله تعالى " يا أيها النبى حسبك الله و من إتبعك من المؤمنين "

وها هوصهيب الرومي يقول: لما أسلم عمر ظهر الإسلام، ودُعِي إليه علانية، وجلسنا حول البيت حلقًا، وطفنا بالبيت، وانتصفنا ممن غلظ علينا، ورددنا عليه بعض ما يأتي به.

كما يروى عن الحسن البصرى قوله : كأنما يأتى الأسلام يوم القيامه مجسدا يتصفح وجوه الناس يقول يارب هذا نصرنى يارب هذا خذلنى و يأتى إلى عمر بن الخطاب فيأخذ بيده و يقول يا رب كنت غريبا حتى أسلم هذا الرجل

المشهد السادس :

ازدادت الشدة على المسلمين في مكة فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أتباعه بالهجرة للحبشة ومن ثم وبعد أن هيأ الله لنبيه المهد الجديد لدينه القويم بعد بيعتي العقبة بدأ الأذن للمؤمنين بالهجرة خوفاً على دينهم فأخذو يغادرون مكة أحب الأرض لرسول الله وأطهرها عند الله تباعاَ فرادى وجماعات سراً وجهراً وهاهودور الفاروق بالهجرة قد حان لكن أيهاجر متخفياً وهوالذي أعز الله به دينه كيف ذاك وقد لقبه النبي صلوات الله وسلامه عليه بالفاروق.

هاهو الفاروق عمر ينتشل سيفه ويحمل عصاه وقد أزفت ساعة الرحيل الى يثرب موئل الدين الجديد فتراه يتحين تلك الساعة الأكثر إزدحاماً حول البيت العتيق فيبدأ بالطواف سبعاً من الأشواط حول الكعبة متذللاً لله وحده ثم يصلي مطمئناً خلف مقام إبراهيم ركعتين بعدها يطوف بخيلاء الأعزاء الأقوياء على حلقات قريش

وتجمعاتهم قائلاً شاهت الوجوه أرغم الله هذه المعاطس وينظر اليهم بكبرياء الواثق الذي وقر الأيمان في قلبه ويقول متحدياً : من أراد أن ييتم ولده وتثكل أمه وترمل زوجه فليلقاني خلف هذا المقام فإني والله قد عزمت على الهجرة الى يثرب غداً فما نطق منهم أحد فهاجر وهاجر معه مجموعة من ضعفاء المسلمين يحتمون به

المشهد السابع :

أخى النبي صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار وكان نصيب عمرعتبان بن مالك وفيل معد بن عفراء لقد بدأت ملامح جديدة من شخصية الفاروق ومواهبه تتجسد وأصبح له دور بارز في هذه المرحلة الهامة من بناء الأمة فأخذ يرشف من منبع العلم الأصيل مستنيرأ بهدي الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ناهلاُ من علمه الفياض فيشارك في الأمور

بسديد رأيه كيف لا وقد وافقت أرائه كتاب الله في ثلاث مواضع فحق لنا أن نسميه بالملهم وكيف لا وقد قال فيه
رسول الله : إن الله جعل الحق على لسان عُمَرَ وقَلْبِه . رواه الإمام أحمد والترمذي والحاكم وصححه وابن حبان وغيرهم .
ومن ذلك أن عمر رضي الله عنه وافَقَ ربه في ثلاث .
قال عمر : وافقت ربي في ثلاث : فقلت : يا رسول الله لو اتخذنا من مقام إبراهيم مصلى فنزلت : (وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى) ، وآية الحجاب قلت : يا رسول الله لو أمَرْتَ نساءك أن يحتجبن ، فإنه يُكلّمهن البر والفاجر ، فَنَزَلَتْ آية الحجاب ، واجتمع نساء النبي صلى الله عليه وسلم في الغيرة عليه فقلت لهن : (عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ) ، فَنَزَلَتْ هذه الآية . رواه البخاري من حديث أنس ، ومسلم من حديث ابن عمر .

وهذا من الإلهام الذي أشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله :
قد كان في الأمم قبلكم مُحَدَّثُون ، فإن يكن في أمتي منهم أحد فإن عمر بن الخطاب منهم . رواه البخاري ومسلم .
قال ابن وهب : تفسير مُحَدَّثُون مُلْهَمُون .
وعمر رضي الله عنه هو الْمُحَدَّث الْمُلْهَم .

وهو المؤمن الذي شهِد له النبي صلى الله عليه وسلم بالإيمان .
قال رسول الله : بينما رجل راكب على بقرة الْتَفَتَتْ إليه فقالت : لم أُخْلَق لهذا ، خُلِقْتُ للحِراثة . قال : آمنت به أنا وأبو بكر وعمر . وأخذ الذئب شاة فتبعها الراعي فقال : الذئب من لها يوم السبع ، يوم لا راعي لها غيري ؟ قال : آمنت به أنا وأبو بكر وعمر . قال أبو سلمة : وما هما يومئذ في القوم . رواه البخاري ومسلم .

وشِهد له رسول الله بِقوّة الدِّين .
قال عليه الصلاة والسلام : بينا أنا نائم رأيت الناس يُعْرَضُون عليّ وعليهم قُمُص ، منها ما يبلغ الثُّدِيّ ، ومنها ما دون ذلك ، وعُرِضَ عليّ عمر بن الخطاب وعليه قميص يَجُرّه . قالوا : فما أوّلت ذلك يا رسول الله ؟ قال : الدِّين . رواه البخاري ومسلم .

وشهِد له النبي صلى الله عليه وسلم بالعِلم .
قال رسول الله بينا أنا نائم أُتِيتُ بقدح لبن فشربت حتى إني لأرى الريّ يَخْرُج في أظفاري ، ثم أعطيت فضلي عمر بن الخطاب . قالوا : فما أوّلته يا رسول الله ؟ قال : العِلم . رواه البخاري .

وشهِد له بصواب الرأي .
صلى رسول الله العصر ، فقام رجل يُصلي فرآه عمر ، فقال له : اجلس فإنما هلك أهل الكتاب أنه لم يكن لصلاتهم فَصْل . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أحسن ابن الخطاب . رواه الإمام أحمد
وفي رواية عند الطبراني أنه عليه الصلاة والسلام قال : أصاب الله بك يا ابن الخطاب .

وصدّق رسول الله قول عمر رضي الله عنه .
روى الإمام أحمد عن ابن عباس أن رجلا أتى عمر ، فقال : امرأة جاءت تبايعه فأدخلتها الدولج ، فأصبتُ منها ما دون الجماع ، فقال : ويحك لعلها مُغيّب في سبيل الله . قال : أجل . قال : فائتِ أبا بكر فسأله . قال : فأتاه فسأله ، فقال : لعلها مُغيب في سبيل الله . قال : فقال مثل قول عمر ، ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال له مثل ذلك . قال : فلعلها مُغيب في سبيل الله ونزل القرآن : ( وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات) إلى آخر الآية ، فقال : يا رسول الله إليّ خاصة أم للناس عامة فضرب عمر صدره بيده فقال : لا ولا نعمة عين بل للناس عامة ، فقال رسول الله صَدَقَ عمر .
وشهِد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة.
عن عبد الرحمن بن الأخنس أنه كان في المسجد ، فَذَكَرَ رجلٌ علياً عليه السلام ، فقام سعيد بن زيد فقال : أشهد على رسول الله أني سمعته وهو يقول : عشرة في الجنة : النبي في الجنة ، وأبو بكر في الجنة ، وعمر في الجنة ، وعثمان في الجنة ، وعلي في الجنة ، وطلحة في الجنة ، والزبير بن العوام في الجنة ، وسعد بن مالك في الجنة ، وعبد الرحمن بن عوف في الجنة ، ولو شئت لسمّيت العاشر . قال : فقالوا : من هو ؟ فَسَكَتْ . قال : فقالوا : من هو ؟ فقال : هو سعيد بن زيد . رواه الإمام أحمد وأبو داود .
وفي الصحيحين عن أبي موسى أن النبي دَخَلَ حائطاً وأمَرَنِي بِحِفْظِ الباب ، فجاء رجل يستأذن ، فقال : ائذن له وبشّره بالجنة . فإذا أبو بكر ، ثم جاء عمر ، فقال : ائذن له وبشّره بالجنة ، ثم جاء عثمان ، فقال : ائذن له وبشّره بالجنة .
ورأى له النبي قصراً في الجنة .
روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة عن رسول الله أنه قال : بينا أنا نائم إذ رأيتني في الجنة فإذا امرأة توضأ إلى جانب قصر ، فقلت : لمن هذا ؟ فقالوا : لِعُمَرَ بن الخطاب ، فذكرت غيرة عمر فولّيت مُدبِرا . قال أبو هريرة : فبكى عمر ونحن جميعا في ذلك المجلس مع رسول الله ، ثم قال عمر : بأبي أنت يا رسول الله أعليك أغار ؟

وعُمر رضي الله عنه هو العبقري القويّ في حياته وفي خلافته :
قال رسول الله : أُرِيتُ في المنام أني أنزع بِدَلْوٍ بكرة على قليب ، فجاء أبو بكر فَنَزَعَ ذنوبا أو ذنوبين نزعا ضعيفا ، والله يغفر له ، ثم جاء عمر بن الخطاب فاستحالت غربا ، فلم أر عبقريا يَفْرِي فَرْيِهُ حتى رَوي الناس ، وضربوا بِعَطَن . رواه البخاري ومسلم .

والرسول يبشره بالشهادة :

فها هو النبي يصعد أحداً ذات مرة برفقة الصديق وعمر وعثمان رضي الله عنهم فإذا بالجبل يرتجف من تحتهم فيقول بعد ضربه للجبل برجله أثبت أحد فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان (برواية أنس بن مالك عنه )معلوم من هو النبي والصديق وبقي الشهيدان وهما عمر وعثمان فهما اللذان ماتا مقتولين بيد أعداء الأمة ومنافقيهها


كما رُويَ عن الرسـول صلى الله عليه وسلم العديد من الأحاديث قيما يخص عمر منها :



ما في السماء ملك إلا وهو يوقّر عمر ، ولا في الأرض شيطان إلا وهو يفرق من عمر



إن الله سبحانـه جعل الحق على لسان عمر وقلبه



الحق بعدي مع عمـر حيث كان





المشهد الثامن :


لقد كانت صناديد الرجال تخشى الفاروق عمر فكيف بالنساء وها هو يدخل ذات مرة على رسول الله وعنده نساء من قريش يعلمهن الدين وأثناء تجاذب الحديث علت أصواتهن على صوت النبى فاستأذن عمربالباب وما أن سمعوا صوته حتى أسرعن يغطين أنفسهن ويختبئن فضحك النبى و دخل عمر فقال له يا عمرهؤلاء النسوة كن عندى يتحدثن و يرفعن أصواتهن و ما أن أتيت حتى هبنك و ذهبن يخبئن أنفسهن فقال عمرو الله أنت لأحق ان يهبنك يا رسول الله ثم وجه كلامه للنساء و قال يا عدوات أنفسهن أتهبنني ولا تهبن رسول الله فردت النساء إنك لأغلظ و أفظ من الرسول ... فضحك النبى و قال يا عمرو الله لورأك الشيطان فى فج لخاف منك وسلك طريقا أخر

وهذا يؤكده ما صح عن رسول الله قوله صلى الله عليه وسلم لعمر :

(والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان سالكاً فجاً قط إلا سلك فجاً غير فجك) رواه البخاري ومسلم .

وذلك لقوة دينه رضي الله عنه فلا سبيل للشيطان عليه

تزوج عمر بعد الأسلام عده زوجات و من أشهر زوجاته بعدما صار أميرا للمؤمنين (أم كلثوم) بنت على أبن أبى طالب حفيده الرسول الكريم و بنت فاطمه و أخت الحسن و الحسين .. أرسل عمر لعلى و قال له زوجنى أم كلثوم فقال على أنها صغيره فقال له بالله عليك زوجنى أياهم فلا أحد من المسلمين لا يعرف كرامتها الآ انا و لن يكرمها احد كما سأكرمها فقال على أرسلها أليك تنظر إليها فإن أعجبتك فتزوجها .. فنظر إليها و تزوجها و خرج على الناس فى المسجد و قال تقولوا تزوج صغيره أليس كذلك .. والله ما تزوجتها إلا لحديث لرسول الله صلى الله عليه و سلم يقول " كل سبب و كل نسب و صهر يوضع يوم القيامه إلا سببى و نسبى و صهرى " و أنا لى مع رسول الله إثنين من هما لى معه السبب أنى صاحبته و لى معه النسب أن أبنتى حفصه زوجته فأردت أن أجمع لهما الصهر ليرفع يوم القيامه سبب و نسبى و صهرى



المشهد التاسع :

بعد أن ترك المسلمون متاعهم وأموالهم بل وأهليهم ورائهم في مكة وهاجروا نجاة بدينهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الى المدينة بدأ عديد المسلمين يزداد كما بدأت قوتهم تتنامى بعزيمة لا تلين وهاهو الخبر يرشح الى رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن قافلة لقريش مثقلة بالبضائع بقيادة أبو سفيان تتوجه الى مكة قادمة من الشام وهنا اتخذ القرار باعتراضها في الطريق كيف لا وقد سلبت قريش أموالهم وشردتهم من ديارهم وحرمتهم من أهليهم فكانت المواجهة الأولى للمسلمين مع المشركين عند بئر بدر وأخذ الأبطال يثخنون صناديد قريش تقتيلاً وكان الفاروق من بين هؤلاء الأشاوس لقد كان مميزاً

كان عمر لا يحارب أى شخص بل كان يتصيد و يتحين الفرسان و خاصه من أقاربه فقط لآجل إرضاء الله حتى يصدق الله و يثبت انه لا مكان فى قلبه الآ للأسلام و رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان ينظر أقاربه فيقاتلهم فى سبيل الله ... فوجد خاله فى جيش الكفار العاصى بن هشام فقتله ..و بعد الغزوه و نصر المسلمين .

فى بدر كان سهيل أبن عمرو لا يزال على كفره و قد وقع فى الأسر فوقف عمر بن الخطاب و قال يا رسول الله دعنى أنزع أسنان سهيل بن عمر حتى لا يقوم عليك خطيبا بعد اليوم ..فقال النبى لا يا عمر لا أمثل بأحد فيمثل الله بى ولو كنت نبيا و من يدريك يا عمر لعل سهيل يقف فى يوم من الأيام موقفا تفرح به و صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم فبعد موت النبى صلى الله عليه وسلم وقف سهيل خطيباً و هو يقول يا معشر قريش كنتم أخر من أسلم فلا تكونوا اول من أرتد و ثبت أهل قريش كلهم فبكى عمر و قال صدقت يا رسول الله

وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم عن أهل بدر(وعمر منهم) : لعل الله قد اطلع على أهل بدر فقال : اعملوا ما شئتم فقد وَجَبَتْ لكم الجنة . رواه البخاري ومسلم .
وفي رواية : لعل الله اطلع على أهل بدر فقال : اعملوا ما شئتم فقد غَفَرْتُ لكم .

المشهد العاشر :

لم تنم قريش على وقع خسارتها وبدأت تجهز للثأر ويقترب الموعد ويكون اللقاء الثاني للمسلمين مع المشركين عند جبل أحد والمشركين بقيادة المحنك خالد بن الوليد وتبدأ المعركة وتبدو كفة القوة راجحة لطرف المسلمين فيتقهقر الأعداء وينسحبون وتلوح في الأفق بوادر النصر فيتعجل الرماة جمع الغنائم ويخالفون تعاليم القائد وتوجيهاته فيلتف عليهم الماكر بكوكبة من المشركين ويستغل الفرصة السانحة فيتحول نصرهم الى هزيمة ويعود المشركين الى تبجحهم ويلتف الصحابة حول رسول الله بعد أن كسرت رباعيته الشريفة وهو يقاتل بصمود الأبطال ويستشهد من المؤمنين العديد و تنجلي المعركة
و بعد تفرق الجيشين يقف أبا سفيان على فرسه و يكلم المسلمين على الجبل فيقول أفيكم محمد فيقول النبى لا تجيبوه فيقول أبو سفيان أفيكم أبو بكر فيقول النبى صلى الله عليه وسلم لا تجيبوه فيقول أفيكم عمر فيقول صلى الله عليه وسلم النبى لا تجيبوه فيقول ابو سفيان أعلوا هبل فيقول النبى صلى الله عليه وسلم أفلا تجيبوه فيقولوا و بم يا رسول الله فيقول قولوا الله أعلى و أجل فوجد ابو سفيان الجبل يردد الله اعلى و أجل فيقول لنا العزى ولا عزى لكم فيجيبوا الله مولانا ولا مولى لكم فيقول ابو سفيان يوم بيوم بدر فيقول النبى صلى الله عليه وسلم افلا تجيبوه فيقولوا بماذا يا رسول الله فيقول قتلانا فى الجنه و قتلاكم فى النار .. فأيقن أبو سفيان أن الثلاثه أحياء فلا يخرج هذا الكلام الا من محمد و أصحابه و هنا لا يتمالك عمر نفسه بما عرف عنه من إيجابيته و قوته و سرعة غضبه فيقول بصوت عال أخزاك الله يا عدو الله و الله إن الثلاثه لأحياء فيقول له ابو سفيان والله يا عمر انت أصدق عندى من أبن قمئه ( هو من أخبره بموت النبى يوم أحد ) هكذا كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في صدقهم و أخلاقهم تهتزمن قوة كلماتهم الأرض وهي تصدح بالحق و تجد مكاناً لها حتى عند أعدائهم

المشهد الحادي عشر :

مرت الأيام والمسلمون يزدادون شوقاً لكعبتهم ولأداء مناسكهم عند بيت الله في هذه المرحلة لم تتهيأ الظروف بعد للحسم ولم يكن من بد أمام رسول الله من قبول الصلح مع المشركين فكان صلح الحديبيه ووافق النبى على كل مطالب قريش مقابل عشر سنين هدنه ومن ضمن الشروط أن من أحب أن يدخل في عقد محمد وعهده دخل فيه, ومن أحب أن يدخل في عقد قريش وعهدهم دخل فيه, وأن القبيلة التي تنضم إلى أي الفريقين تعتبر جزءًا منه, فأي عدوان عليها هو عدوان على من دخلت في عهده وعقده ودخلت خزاعة في عهد النبي , ودخلت بنو بكر في عهد قريش, وقد كانت الحروب والعداوات بينهما منذ غابر الأزمان, فأضحت كل واحدة في مأمن من الأخرى فيستشيط غضب عمر لقد كانت شروطهم جدقاسيه على نفسه و كان كما لو ان الدم يغلى في عروقه من الغيظ فيذهب للنبى و يقول يا رسول الله ألسنا على الحق و هم على الباطل فيجيبه نعم فبقول عمر لما نعطى الدنية فى ديننا فيجيبه وما تريد يا عمر فيقول له ما فى نفسه و انه يتوق لحربهم و أخذ الحق منهم فيهديء رسول الله من روعه قائلاً يا عمر اني لرسول الله ولا أتحرك الآ بأمر من الله وأن الله لن يضيعني .. و لكن الفاروق خالط نفسه شيء من عدم الرضا من قول رسول الله فيذهب إلى أبى بكر و يردد نفس الكلام فيجيبه ابو بكر يا عمر انه رسول الله و لن يضيعه الله فألزم غرسه و هكذا رضى بالهدنه مغصوبا مكرها و مرت سنواتها عليه طوالاً غير أنه خلال فترة الصلح تضاعفت أعداد المسلمين أضعافًا كثيره فيقول عمر فعرفت أنه الفتح فو الله انى لاكثر من الصلاه و الصيام و الذكر و الدعاء و الصدقه حتى يكفر الله عني ما حدث منى فى صلح الحديبيه .

المشهد الثاني عشر :

لقد مضى عامان على الصلح وهنايحصل غدر من بني بكر, إذيخرج نوفل بن معاوية في جماعة معه في شهر شعبان للسنة الثامنة من الهجرة فيغيروا على خزاعة ليلاً, وهم على ماء يقال له الوتير, فيصيبوا منهم رجالاً, حيث تناوشوا واقتتلوا, وأعانت قريش بني بكر بالسلاح, بل وقاتل رجال منهم مع بني بكر مستغلين ظلمة الليل, حتى حازوا خزاعة إلى الحرم فقالت بنو بكر: يا نوفل إنا قد دخلنا الحرم: إلهك إلهك. فقال: لا إله اليوم يا بني بكر أصيبوا ثأركم, فلعمري إنكم لتسرقون في الحرم, أفلا تصيبون ثأركم فيه.

وانطلق عمرو بن سالم الخزاعي إلى رسول الله في المدينة مستغيثًا ومستنجدًا فقال له عليه الصلاةو السلام: ((نصرت يا عمرو بن سالم)) ثم عرضت له سحابة من السماء فقال: ((إن هذه السحابة لتستهل بنصر بني كعب)).... و جاء يوم فتح مكه و ذهب أبو سفيان للمدينه بعد ان نقضوا صلح الحديبيه و اراد ان يذهب إلى رسول الله ليطيل الهدنه فتقف دونه ابنته زوج الرسول فيذهب ألى أبو بكر فيجيب ابو بكر جوارى فى جوار رسول الله و عثمان كذلك فراح لعمر بن الخطاب حتى يشفع له عند رسول الله فأستشاط عمر غضبا و قال أما وجدت غيرى أتترك الناس و تأتينى انــا والله لو لم أجد الا الذر لقاتلتكم به أما و الله انى لادعو الله ليل نهار حتى تنقضوا العهد فأتى و أقاتلكم .. هكذا كانت غيرته على الأسلام رضي الله عنه


ثم جاء عليًا فقال: إنك أمس القوم بي رحمًا, وإني قد جئت في حاجة, فلا أرجعن كما جئت خائبًا, اشفع لي إلى محمد, فقال: ويحك يا أبا سفيان, لقد عزم رسول الله على أمر ما نستطيع أن نكلمه فيه, حينها أظلمت الدنيا في عيني أبي سفيان, فعاد أدراجه إلى مكة لم يصب مطلوبه, وبعد ذلك تجهز النبي وأمر الصحابة بالجهاز, وأعلمهم أنه سائر إلى مكة, وقال: ((اللهم خذ العيون والأخبار عن قريش حتى نبغتها في بلادها))

ويقصد الرسول الكريم مكة وبمعيته جميع المسلمين ومنهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه ويسلم له أبو سفيان ويدخل الفاتحون مكة بعد طول إنتظار بشوق ولهفة كبيرين فتدين له المدينة عن بكرة أبيها بفتح أبيض لم يشهد له التاريخ مثيلاً فبينشر السلام تحقيقاً لقوله الخالد من دخل المسجد فهو امن ومن دخل بيته فهو أمن ومن دخل دارأبي سفيان فهو أمن وبأبعد ما يكون عن الإنتفام من خصومه ممن أذوه وحاربوه وأخرجوه بعد أن مكنه الله منهم فدخل الرسول الكعبة، وطهرها من الأصنام بعد أن كانت من قبل مليئة بها، مردداً أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب وهدَّم الرسول والمسلمون ثلاثمائة وستين صنمًا كانت حولها، والرسول ( يقرأ قوله تعالى: (وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقًا) [الإسراء: 81]، (وقل جاء الحق وما يبدئ الباطل وما يعيد) [سبأ: 49].
وانطلق صوت بلال بن رباح يدوي في الآفاق ويؤذن للصلاة فوق البيت العتيق، فاطمأن الناس على أنفسهم وبدأوا يخرجون من بيوتهم، ويقبلون على رسول الله (، فوقف على باب الكعبة، وقال: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، صدق وعده،ونصرعبده،وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده".
ثم قال: "يا معشر قريش، ما ترون أني فاعل بكم؟" قالوا: خيرًا أخ كريم وابن أخ كريم. فنظر إليهم الرسول ( نظرة كلها عفو ورحمة، وقال: "لا أقول لكم إلا كما قال يوسف لإخوته: (لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين). اذهبوا فأنتم الطلقاء

ونزلت سورة النصر على الرسول الكريم

فبكى بعض الصحابة رضوان الله عليهم نعم انهى تدل على قرب نعي رسول الله

{ إذا جاء نصر الله والفتح * ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا * فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا} (النصر) .

قال ابن عباس رضي الله عنه هي نعي للرسول صلى الله عليه وسلم .فكل هذه الإشارات كانت تعنى دنو أجله صلى الله عليه وسلم .


جلس رسول الله على الصفا واجتمع الناس حوله للبيعة على الإسلام فأخذ عليهم العهد بالسمع والطاعة لله ولرسوله فيما استطاعوا، ولما فرغ من بيعة الرجال بايع النساء وفيهن هند بنت عتبة زوج أبى سفيان متنقبة متنكرة لما كان من صنيعها بحمزة عم النبي فقال رسول الله لهن: بايعنني على ألا تشركن بالله شيئا.

فقالت هند: والله إنك لتأخذ علينا أمرا لا تأخذه على الرجال وسنؤتيكه
فقال النبي: ولا تسرقن
فقالت: والله إني كنت أصبت من مال أبى سفيان الهنة وما كنت أدري أكان حلا لي أم لا؟
فقال أبو سفيان وكان شاهدا لما تقول: أما ما أصبت فيما مضى فأنت منه في حل
فقال رسول الله : وإنك لهند بنت عتبة ؟
قالت: نعم فاعف عما سلف عفا الله عنك
ثم قال: ولا تزنين
فقالت: يا رسول الله وهل تزني الحرة
ولما قال: ولا تقتلن أولادكن
قالت: ربيناهم صغارا وقتلتهم يوم بدر كبارا فأنت وهم أعلم
فضحك عمر بن الخطاب من قولها حتى استغرب أي بالغ فى الضحك
فقال الرسول : ولا تأتين بهتان تفترينه بين أيديكن وأرجلكن
قالت: والله إن إتيان البهتان لقبيح ولبعض التجاوز أمثل
ثم قال: ولا تعصينني في معروف
قالت: ما جلسنا هذا المجلس ونحن نريد نعصيك فى معروف
فقال رسول الله : لا يصافح النساء ولا يمس امرأة ولا تسمه إلا امرأة أحلها الله له أو ذات محرم منه

وأقام الرسول بمكة بضعة عشرة يوما ينظم شئونها ويفقه أهلها فى الدين وفى هذه الأثناء بعث السرايا للدعوة إلى الإسلام لا للقتال ولتحطيم الأصنام من غير سفك الدماء فوجه خالد بن الوليد لهدم صنم (العزى) أكبر أصنام قريش وأرسل عمرو بن العاص لهدم (سواع) وهو أكبر أصنام هذيل وبعث سعد بن زيد الاشهلي لهدم (مناة) وقد عادت كل هذه السرايا مكللة بالنجاح وذهبت هيبة الأوثان من النفوس وزال سلطانها وبع أن أستقرت ودانت له الأمو ر عاد النبي الى المدينة فأقام فيها الى ماقبيل موسم الحج .

المشهد الثالث عشر :

بعد أن فُتحت مكة ، ودخل الناس في دين الله أفواجاً ، فرض الله الحج على الناس وذلك في أواخر السنة التاسعة من الهجرة فعزم رسول الله صلى الله عليه وسلم على الحج فوصل الخبر الى مسامع الناس فقدم على المدينة خلق كثير كل يريد الحج مع رسول الله صلوات الله وسلامه عليه فقصد الجميع مكة مع سيد المرسلين وفيهم من فيهم من الصحابة ومن بينهم عمر رضوان الله عليهم اجعين فوصلوها وطاف النبي بالبيت وسعى بين الصفى والمروة وأخذ يعلم الناس مناسكهم قائلاَ خذوا عني مناسككم لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا ثم توجهو الى منى ومن ثم الى عرفات هناك حيث خطب فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبة جامعة مانعة شرح لهم فيها تعاليم الدين وأسس التعامل فبمابينهم

وفي هذه الأثناء نزلت الأية الكريمة

. { اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا } ( المائدة 3) .

فاستشعر الصحابة الكرام بأنه قد أتم النبي صلوات الله وسلامه عليه إبلاغ الرسالة ،والأية تبين انتتهاء الرسالة وقرب الفراق لأحب الخلق فأخذو بالبكاء . وهكذا قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم حجه ، بعد أن بين للمسلمين مناسكهم ، وأعلمهم ما فرض الله عليهم في حجهم ، وما حرم عليهم ، فكانت حجة البلاغ ، وحجة الإسلام ، وحجة الوداع ، ولم يمكث بعدها أشهرا ًحتى وافاه الأجل ، فصلوات الله وسلامه عليه إلى يوم الدين وفي هذه اللحظات العصيبات يبلغ الخبر عمر فيأتيمشدوهاً الى بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وكأنه لم يصدق الخبر وكيف يصدقه إنه الحبيب المصطفى رسول الله صلوات الله وسلامه عليه من دله على الخير وأخذ بيده الى طريق الهدى والنور وأنقذه من النار وبشره بالجنة لا لا يمكن أن يموت فهو حي في أعماقه بل في أعماق الجميع .

كيف لا وقد قال فيه رسول الله صلى الله علبه وسلم: : عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عَضُّوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل محدثة بدعة وكل بدعةضلالة وكل ضلالة في النار . رواه الإمام أحمد والترمذي وابن ماجه وغيرهم .
كما قال عليه الصلاة والسلام : اقتدوا باللذين من بعدي : أبي بكر وعمر . رواه أحمد والترمذي ، وهو حديث صحيح

ويلتفت عمر الى الناس قائلاً من فرط حبه وشدة تعلقه بالحبيب صلوات الله وسلامه عليه وهولم يفق من هول الصدمة بعد

من قال بأن محمداً قد مات لأقتلنه بهذا السيف لقدذهب النبي للقاء ربه كما ذهب موسى للقاء ربه. وسوف يعود

هنا يتدخل صوت العقل والأيمان ليهديء من روعه إنه سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه

قيدخل على الرسول صلى الله عليه وسلم ويقبَّله ثم يخرج، فيخطب بالصحابة قائلاً: من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت ثم يتلو الأيات الكريمات،:

{ وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات او قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين } (آل عمران:144)، فيعود الناس إلى صوابهم، وتستيقن أنفسهم لأمر الله

مشاهد للفاروق وزيراً للصديق رضي الله عنهم ثالثاً -

المشهد الرابع عشر :

أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في مرضه أبابكر بأن يصلي بالناس
ففي الصحيحين عن عائشةَ رضي اللّهُ عنها قالت

لما مَرِضَ النبيّ صلى الله عليه وسلم مرَضَهُ الذي ماتَ فيه أَتاهُ بلالٌ يُؤْذِنهُ بالصلاةِ فقال مُروا أَبا بكرٍ فلْيُصَلّ

قلت إنّ أبا بكرٍ رجلٌ أَسِيفٌ [ وفي رواية : رجل رقيق ] إن يَقُمْ مَقامَكَ يبكي فلا يقدِرُ عَلَى القِراءَة

قال : مُروا أَبا بكرٍ فلْيُصلّ . فقلتُ مثلَهُ : فقال في الثالثةِ - أَوِ الرابعةِ - : إِنّكنّ: صَواحبُ يوسفَ ! مُروا أَبا بكرٍ فلْيُصلّ ، فصلى
وهتا قال عمر رضي الله عنه : أفلا نرضى لدنيانا من رضيه رسول الله صلى الله عليه وسلم لديننا ؟ وكان لذلك أبلغ الأثر بعد وفات النبي صلى الله عليه وسلم

فهوبذلك جمع في الله القلوب على مبايعة أبي بكر يوم اختلف الصحابة في سقيفة بني ساعدة ، وكان إلهاما موفقا من الله أن بادر عمر إلى مبايعة أبي بكر، فبادر الأنصار والمهاجرون بعد ذلك إلى البيعة . ولقد كان أبو بكر أجدر الصحابة بملء هذا المكان الخطير ، بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بل لقد علم الصحابة جميعا ، أن الرسول حين استخلف أبا بكر على الصلاة إنما أشار بذلك إلى أهليته للخلافة العامة ، ولكن فضل عمر في مبايعة أبي بكر ، إنما كان في حسم مادة الخلاف الذي كاد يودي بوحدة المسلمين ، ويقضي على دولة الإسلام الناشئة .

وكانت شدة عمر في حياة النبي عليه السلام ، هي في حياة أبي بكر ... فأبو بكر كان رجلا حليماً تملأ الرحمة برديه ، ويغلب الوقار والعفو على صفاته كلها ، فكان لا بد من رجل قوي الشكيمة كعمر ، يمزج حلم أبي بكر بقوة الدولة ، وهيبة السلطان ... فكان عمر هو الذي قام هذا المقام ، واحتل تلك المنزلة ، ولذلك كان أبو بكر يأخذ برأيه ، ويعمل بقوله . أمر أبو بكر يوما بأمر فلم ينفذه عمر، فجاءوا يقولون لأبي بكر : والله ما ندري : الخليفة أنت أم عمر ؟ فقال أبو بكر : هو إن شاء ! …

وتلك لعمري نفحة من نفحات العظمة الإسلامية التي أرادها الله بشير خير للمسلمين وللعالم بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم … عمر يقول لأبي بكر يوم السقيفة : أنت أفضل مني ، وأبو بكر يجيبه بقوله : ولكنك أقوى مني . . فيقول عمر لأبي بكر : إن قوتي مع فضلك .. وبذلك تعاونت العظمتان في بناء صرح الدولة الإسلامية الخالد ... فضل أبي بكر وحلمه وعقله وحزمه ، مع قوة عمر وباسه وشدته وهيبته فكان عمر في خلافة أبي بكر رضي الله عنه وزير صدق



مشاهد من حياة الفاروق رضي الله عنه كخليفة للمسلمين رابعاً -
المشهد الخامس عشر :

بعد وفاة الصديق ابا بكر رضي الله عنه بايع المسلمون عمر بن الخطاب والقوا عليه لقب أمير المؤمنين وكان سيدنا علي ابن أبي طالب من أوائل المبايعين وقد كان من شهير أقواله رحم الله أبا بكر لقد أتعب من يلي أمر المؤمنين بعده أكمل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب مسيرة الصديق الظافرة وقد اتسمت خلافته بالعدل المطلق بكل ما كانت تعنيه هذه الكلمة من

معنى نعم وكيف لا فهو في عام الرمادة يصَعَدَ ليتكلم إلى الناس، فقرقرت أمعاؤه، فقال لبطنه: قرقِر أو لا تُقرقر، فوالله لا تشبع حتى يشبع أطفال المسلمين

نعم لقد كان يداوي إبل الصدقات بيديه المتواضعتين ويمشي في السوق وحده ومن يفعلها الأن؟؟

خاف الناس من عمر بن الخطاب وما أن صار خليفه حتى كان الرجال تتجنبه فى الطرقات خوفا منه و تهرب الأطفال من أمامه لما عرفوا عنه فى فتره خلافه ابو بكر و فى وجود الرسول صلى الله عليه و سلم من غلطه و قوه فحزن عمر لذلك حزنا كثيرا فجمع عمر الناس للصلاه قائلا الصلاه جامعه و بدأ فيهم خطيبا فقال أيها الناس بلغنى انكم تخافوننى فأسمعوا مقالتى: أيها الناس كنت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فكنت عبده و خادمه و كان رسول الله ألين الناس وأرق الناس فقلت أضع شدتى إلى لينه فأكون سيفا مسلولا بين يديه فأن شاء أغمدنى وأن شاء تركنى فأمضى الى ما يريد فلم أزل معه و نيتى كذلك حتى توفاه الله وهو راضى عنى... ثم ولى أبو بكر فكنت خادمه و عونه وكان أبو بكر لين كرسول الله فقلت أمزج شديتى بلينه و قد تعمدت ذلك فأكون سيفا مسلولا بين يديه فأن شاء أإمدنى وأن شاء تركنى فأمضى الى ما يريد فلم أزل معه و نيتى كذلك حتى توفاه الله وهو راضى عنى..اما الان وقد صرت انا الذى وليت امركم فأعلموا ان هذه الشده قد أضعفت الآ اننى رغم ذلك على أهل التعدى و الظلم ستظهر هذه الشده و لن أقبل أن أجعل لاهل الظلم على أهل الضعف سبيلا ووالله لو أعتدى واحد من أهل الظلم على أهل العدل و اهل الدين لاضعن خده على التراب ثم اضع قدمى على خده حتى أخذ الحق منه ...ثم بعد
يا حبيبى يا رسول الله
يا حبيبى يا رسول الله
ممتاز
ممتاز

عدد المساهمات : 200
نقاط : 1263960
تاريخ التسجيل : 15/08/2012
العمر : 29

https://islam10124.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مُشاطرة هذه المقالة على: reddit
- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى